أعرف أنه سيزورني

Tuesday, October 14, 2008

2 فضفضوا معايا  

أحبه بشدة و أفتقده حينما يطول غيابه .. لست أدري كيف أزوره لكنه حتما يعرف كيف يزورني .. نعم يعرف ، يعرف متى يأتي ليعيدني طفلا بعقل طفل .. و أحلام طفل .. و ابتسامة طفل ، لا يستطيع أن يفعل كثيرا مما أستطيع أنا .. و لكن له عالما اخر ، عالم براق تلتمع فيه الاضواء فتجذبني .. أحبو اليها و أحيانا أخرى أمشي تتعثر خطواتي .. ختى أصل للنجمة التي تشع ضوءا دافئا حنونا .. أمد قامتي أحاول الوصول اليها .. ألمسها فيسطع ضوؤها .. ثم تختفي حدته .. أتبين في قلق الكون حولي .. فأجد ألوانا اعتدتها ، و أشياء اعرفها .. أدرك أنني عدت .. و أنني لم أمسك النجمة .. و لكن شعورا ما بداخلي لازال متفجرا .. يبعثني على البسمة ،و يحيي في الامل .. و يريني الكون بألوان أخرى غير الرمادي الذي اعتدت عليه .. لست أعرف كيف ازوره أو ءأتي به .. لكني أعرف انه يزورني كثيرا .. يزورني وحيدا أو بين شمل .. يزورني فاسرح بخيالي و ابتسم .. يقولون ان ذهني قد شرد ، و أقول انها اللحظات القليلة التي يعود فيها من شروده الطويل .. تسبقني عيناي تلهو في رياض خضراء كل ما تتمناه تجده .. لمكان ما أجد فيه نفسي كما أردتها لا كما اصبحت .. لسماء أحلق فيها بجناحين ، لعالم من خيال و لكنه أجمل ألف مرة ، و لكنه ضيف لا يبقى كثيرا .. لحظات قصار هي التي ياخذ فيها بيدي بعيدا .. و لكنها عندي الحياة .. كيف لا و أنا أحيا على فرحتي أن زارني و على أملي أن يزورني .. يظل الامل يبقيني صامدا في وجه الحقيقة بسيلها الذي يمزقني في جريانه ، يطول الامد فيقل الامل .. و تبهت أبتسامتي و يخبو بريق عيني .. حتى اذا كدت أيئس يأتي ... حاولت دوما أن ألومه على غيابه الطويل .. و لكني ما ان أراه حتى أجدني قد مددت اليه يدي .. يأخذني هناك .. أنظر اليه بعين ملؤها الشكر و الحب .. يراني و يلمح في بهوت ابتسامتي ضعفا و خوفا .. يضمني فأولد من جديد و ينبض قلبي نبض الحياة ، لا نبض الموت الذي كان يفعل .. لا أجد ألما ولا خوفا ولا حزنا .. يأخذني و يجلسني على عشب أخضر و يقف يراقبني .. أنظر اليه من حبن لأخر أتابعه كي أطمئن أنه باق معي ، ثم يلمع شيء من بعيد .. أحبو اليه .. أمد قامتي .. ألمسه ، يزداد ضوئه فأغلق عيني ثم أعود فأفتحهما مجرد أن يخبو الضوء قليلا ، ألتفت خلفي الى حيث تركته فلا أجده ، أتلفت حولي ، تلمح عيناي كونا تعرفه في ألوان أخرى ... أدرك أنه كان يزورني .. و انه لا زال هناك يرعاني ... ذلك هو الطفل بداخلي