استقليت ذاك التاكسي و بينما أجلس في المقعد الخلفي سمعت حوارا دار بين السائق و الرجل بجواره ، كلاهما شاب في مقتبل حياته ، و لست أدري كيف كان الحديث قبل أن أنتبه له و لكن ذات فجأة سمعت السائق يقول للرجل :عقبالك كده أما تتجوز
فيجيبه الآخر و هو يبتسم : ما أنا متجوز و عندي مالك
- مالك اسم جميل ربنا يخليهالك
- ده اسم ولد
- آه صحيح ، البنت يبقى اسمها ملك
-تمام كده
- ما أنا برضه عندي مريم
لن اطيل في سرد الحوار و الذي دار بعد ذلك حول عمر كلا من الطفلين و حول سبب إعطاء مريم اسمها الجميل و مثلها من الأشياء و لكن ما جعلني أبتسم حينئذ هو فرحة كل من الشابين و هو يتحدث و قد تملكته غريزة اب جميلة ، تلك الغريزة التي تجعلنا ننظر لأطفالنا و ندرك انها أنهم أفضل ما صنعنا في حياتنا ، نظر اليهم و قد أدركنا عظمة هذه الغريزة التي تنمو بداخلنا يوما بيوم حتى نهب الحياة لأبنائنا فنجدها كأبلغ ما يكون ، فلا أحد علم الطير كيف يحلق عاليا ، ولا أحد علم الحيتان أن تلهو في الأعماق ، ولا أحد علم الأب أن يحب أبناءه و يفرح بهم و يسعد لرؤياهم ، و كأن أجمل ما في الدنيا هو أن تحمل طفلك بين ذراعيك تداعبه و هو يضحك في براءة ، فإذا بضحكات هذا الصغير بنقائها و صفائها و خلوها مما علمتنا الدنيا نحن الكبار ، و كأن ضحكاته أنامل من ذهب تعزف على أوتار قلوبنا ، و كذلك الأمومة فإذا كان ذا حال الأب و قد فطر الرجل على الجدية و القوة فكيف حال الأم التي فطرت من ضعف و حنان ، فالأم تحنو إذا قست الأيام و الأم ولدت أما و ترعرعت أما و انتظرت طوال عمرها أن تصبح أما .. أفكار كثيرة تداعيت على ذهني و انا أفكر فيما سمعت و أبتسم ، اللهم انك أودعت بداخلي ابا فلا تسلمه الى وحدة ، اللهم كما دعاك زكريا فاستجبت و كما سألت فأعطيت .. أاللهم هب لي من لدنك الذرية الصالحة
يزيل بسمتي حزن على ما وصلنا اليه ، اذ حدث أنه بعد بضعة دقائق أن امراة تعبر بين نهري الطريق و قد وضع بينهما سور ، و رغم كبر سنها الذي لا بد منطقيا أن يرتبط بنضج فكري و رغم حجابها و تلك العباءة السوداء وجدتها ترفع قدما فتتخطى بها الحاجز ثم الأخرى كذلك و فيما بنهما قد انحسرت عبائتها و الحمد لله إذ سترها بنطال ارتدته تحته ، فآلمني أن سيدة كهذه تفعل مثل هذا التصرف و ما كان يضيرها شيئا لو انتظرت على نفس الجانب حتى ينتهي السور الحديدي ، شد ما آلمني انه ما ان تقدمت السيارة قليلا حتى اكتشفت أن نهاية السور ليست ببعيدة و انما هي على بعد بضعة أمتار تعد على أصابع اليد الواحدة ، فعجبي علينا أصبحنا صغارا و كبارا لا نعي ما نفعل و كأننا فقدنا عقولنا و أسفي على زمن فقدنا فيه التعقل فاضحينا كالمجانين و الحياء فأصبحنا وقحين و قيمنا فلم نعد نحن
فيجيبه الآخر و هو يبتسم : ما أنا متجوز و عندي مالك
- مالك اسم جميل ربنا يخليهالك
- ده اسم ولد
- آه صحيح ، البنت يبقى اسمها ملك
-تمام كده
- ما أنا برضه عندي مريم
لن اطيل في سرد الحوار و الذي دار بعد ذلك حول عمر كلا من الطفلين و حول سبب إعطاء مريم اسمها الجميل و مثلها من الأشياء و لكن ما جعلني أبتسم حينئذ هو فرحة كل من الشابين و هو يتحدث و قد تملكته غريزة اب جميلة ، تلك الغريزة التي تجعلنا ننظر لأطفالنا و ندرك انها أنهم أفضل ما صنعنا في حياتنا ، نظر اليهم و قد أدركنا عظمة هذه الغريزة التي تنمو بداخلنا يوما بيوم حتى نهب الحياة لأبنائنا فنجدها كأبلغ ما يكون ، فلا أحد علم الطير كيف يحلق عاليا ، ولا أحد علم الحيتان أن تلهو في الأعماق ، ولا أحد علم الأب أن يحب أبناءه و يفرح بهم و يسعد لرؤياهم ، و كأن أجمل ما في الدنيا هو أن تحمل طفلك بين ذراعيك تداعبه و هو يضحك في براءة ، فإذا بضحكات هذا الصغير بنقائها و صفائها و خلوها مما علمتنا الدنيا نحن الكبار ، و كأن ضحكاته أنامل من ذهب تعزف على أوتار قلوبنا ، و كذلك الأمومة فإذا كان ذا حال الأب و قد فطر الرجل على الجدية و القوة فكيف حال الأم التي فطرت من ضعف و حنان ، فالأم تحنو إذا قست الأيام و الأم ولدت أما و ترعرعت أما و انتظرت طوال عمرها أن تصبح أما .. أفكار كثيرة تداعيت على ذهني و انا أفكر فيما سمعت و أبتسم ، اللهم انك أودعت بداخلي ابا فلا تسلمه الى وحدة ، اللهم كما دعاك زكريا فاستجبت و كما سألت فأعطيت .. أاللهم هب لي من لدنك الذرية الصالحة
يزيل بسمتي حزن على ما وصلنا اليه ، اذ حدث أنه بعد بضعة دقائق أن امراة تعبر بين نهري الطريق و قد وضع بينهما سور ، و رغم كبر سنها الذي لا بد منطقيا أن يرتبط بنضج فكري و رغم حجابها و تلك العباءة السوداء وجدتها ترفع قدما فتتخطى بها الحاجز ثم الأخرى كذلك و فيما بنهما قد انحسرت عبائتها و الحمد لله إذ سترها بنطال ارتدته تحته ، فآلمني أن سيدة كهذه تفعل مثل هذا التصرف و ما كان يضيرها شيئا لو انتظرت على نفس الجانب حتى ينتهي السور الحديدي ، شد ما آلمني انه ما ان تقدمت السيارة قليلا حتى اكتشفت أن نهاية السور ليست ببعيدة و انما هي على بعد بضعة أمتار تعد على أصابع اليد الواحدة ، فعجبي علينا أصبحنا صغارا و كبارا لا نعي ما نفعل و كأننا فقدنا عقولنا و أسفي على زمن فقدنا فيه التعقل فاضحينا كالمجانين و الحياء فأصبحنا وقحين و قيمنا فلم نعد نحن