لأني اخترت أن أكتب هنا لأبوح .. فبدلا من أن أكتم بنفسي و أتالم ، قررت سبقا أن آتي هنا من حين لآخر لأهون على نفسي .. و أزيل عنها بعض أحزانها .. و كان وراءي اليوم ألم يعتصرني و يدفعني دفعا أن آتي و أتحدث ، ربما يعينني هذا على تخطي الأمر .. و ربما كان هدفي هو أن أجد أحدا يرد علي فيقول ان شعوري خاطيء و ربما لم يكن شيئا من هذا .. لست أعرف ما الذي أنتظره من وراء بوحي بما يعتمل بداخلي ، بل ربما لست أدري ما الذي دفعني لأبوح ، و لكن ها أنا ذا .. سألت نفسي سؤالا و عجزت عن الجواب .. سألتها ان كنت لا أستحق أن أكتب ، فلم تلق الي بالا و تركتني كما كنت في حيرة .. أدرك أنها مثلي قد فقدت الثقة فيها ، و لكني اعتدت منها أن تضحي في كل مرة .. فتخبرني بأني أستحق أن أمسك قلمي ، و أن أطلق لكلماتي العنان فتحملني على بساط أفكاري الى عوالم سمعت بها ، و ربما لم اسمع .. الى دنيا من صنعي أجد فيها ما ابحث عنه ، حتى اذا هبط بي بساط أفكاري في عالمي الذي أحيا به ، زالت عني تلك السعادة التي كانت تغمر قلبي بينما كنت أكتب لأجد نفسي بين تساؤلاتي هل كان ما كتبت جديرا باسعادي مثل هذه السعادة ، و لكني لم أشغل بالي أبدا بالرد على هذا السؤال .. كنت ان لم آخذ بساطي أتذكر ما كتبت قبلا ، و أزور قصاصات ورق كنت قد أسكنتها أجزاءا مني من قبل ، أقرأ فيها ، أتنقل ما بين سطور شعر كنت أكتبه ، و لست أدري ان كانت سعادتي به حينئذ لأنه يستحق ، أم أنني أراه جميلا لأني على سوءه لم أعد استطع أن أكتب مثله و قد خاصمني قلمي و هجرتني كلماتي ،كنت أهرب من الإجابة ، و لست أدري حتى الآن ان كان كل ما كتبت ، أو كل ما أكتب استحق أن يرى النور و أن يخطه قلم ، أم أنني أحد هؤلاء الذين يغالبون الكلم فلا يظفرون منه الا بالهزيمة .. ليس الأمر مقصورا على الكلمات بل كذلك كل شيء في ، أسائل نفسي الآن إن كان فيّ أي شيء جميل ، أم أنه زيف ، هل أنا حقا كما حسبت نفسي دائما ، أم قد بلغت من السوء حدا يصعب علي فيه أن أعترف بأخطائي ، فاذا اعترفت بها حينئذ لم يبق مني شيء .. هل أنا حقا موهوب كما ظننت أم أنني من مدعي الموهبة ، أم هل كانت موهبة و اندثرت فعلي أن أحفظ سيرتها ، و لا أشوه كلما عظيما نسجه نولي بقصائد واهية و كلام أحمق متنمق ،أحيانا أقول لنفسي أنني حقا موهوب ، و انني إن استمررت في المحاولة فلربما أعود كما كنت أكتب مسترسلا تتسابق الكلمات تخطب ود أفكاري و تهرول أفكاري تقطف ورودا من بساتين الكلم لترسم لوحة في بيت أو همسة من قلبي أسكنتها وريقة ، و لكن تسألني نفسي ان كنت في الأساس موهوبا ، و ان كان ما كتبته قبلا هو كما آمنت حينها ، أم إن كل ما خط قلمي مجرد أوهام ، أعود لحيرتي ،أمسك قلمي محاولا أن أثبت أنني كما آمنت دوما ، فحينا تمتنع الكلمات و تتناثر الأفكار بين رياح شكوكي ، و حينا تاتيني بضع كلمات قد كان بيني و بينها عهود و مواثق ، فاسطرها حينا كما اعتدت و حينا أسكنها في منزل صغير بعد أن كنت أسكنها السحاب على ما آمنت حينها .. فتأبى و تمتنع .. تفر كلماتي كما تفر الآن و لا يبقى لي الا سؤالي الذي أحيا هاربا منه ، أكانت نفسي يوما أم لم تكن أبدا كما ظننتها
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
12 فضفضوا معايا:
الحمد لله اول تعليق
بص انت كتابتك جميله جدا بس ليه الحزن ده كله الحياه فيها الحزن والسعاده حاول تمزج بينهم وانت بتكتب باسلوب جميل كمان بس ضور على السعاده شويه وهتلاقيها بازن الله وبالتوفيق
أنا بس متالم من كوني مش عارف أكتب زي الأول ، خصوصا و ان كتابتي كانت بتمثلي شيء كبير جدا .. و كانت احد الحاجات اللي باحس بجمالها فيّ فبتعمل توازن مع حاجات تانية وحشة كتير .. بس أنا كاتم بس قلت افضفض هنا حبة .. يلا الأيام دول
جميل يا حبيبة .... ياعم انت تقدر تكتب وتملا الدنيا جما تقدر وتقدر... تحياتى
البوست معبر جدا جدا
ويشرح الحالة التى تمر بها تماما
ويعكس الحيرة وازدحام الكلمات في صدرك
وفى نفس الوقت فراغها من رأسك
ونقاش دائر داخلك
بين اطراف كثيرون
ومجموعة من المشاعر حائرون
ومفترق طريق
وباحث عن قشة غريق
الحقيقة البوست تحفة
صادق الي ابعد الحدود
تحياتى واحترامى
السلام عليكم
حقيقتا لقد امتعتنى بقراءه هذا البوست
اسلوبك جميل جدا
تحياتى ابو مفراح
بص يا سيدي
من ناحية الموهبة أنت موهوب
أشهد لك بكده
لكن دايمًا بيقولوا إن الدهب ممكن لمعانه ينطفي، بس مسحة واحدة بترجعه دهب تاني
أهو أنت بقي محتاج المسحة دي .. عافر و حتيجي
ماتخافش
*حاسوباتية
أنا بس كنت بافضفض بحبة حاجات جوايا ما كنتش عارف أشكيها لحد
*جدع حتى الثمالة
مشكور على تشجيعك الدائم يا صاحبي
*كاميليا
هو أنا فعلا كنت حاسس بحاجات كتير أوي و مش عارف أتكلم و حتى أما كتبت لقيت نفسي بأفكر .. شكرا على الزيارة و بجد نورتي
*أبو مفراح
مشكور بجد و سعيد ان الفضفضة عجبتك ما ضايقتاكش
*الدائخ
يا ريت بجد يا عبد .. انت عارف جرام الدهب بكام دلوقتي ..؟؟ ما تشوف فيا بيعة و ليك عكولتك :)
هممممم
بص يا برنس
اياك تدي مشاعرك في الدنيا دي كلها لشخص واحد
اياك
هتندم ندم رهيب بعدين
----
كلمة في ودنك كده .. لو حسيت انك قفشت من الكلام والكتابه .. عليك وعلى النيل .. اقعد قدامه وشيل اي حاجه من دماغك .. وهتشوف النتيجه بعدين
سلامووووووووووز
*soooo
نورتني والله يا سووو .. مش فاهم قصدك بحكاية المشاعر لشخص واحد دي .. بس على العموم ياريت أقدر أقعد ع النيل بس أنا من اسكندرية .. ممكن أملا كباية من الحنفيه و أقعد قدامها .. ولا صحيح ده احنا عندنا بحر بحاله ..
تحياتي
بص يا سكوبل انت بجد موهوب بس زى ما الدائخ قالك كل موهوب بييجى عليه وقت دماغة بتنشف اصل الموهوب ده عامل زى النيل له اوقات فيضان و ساعات بيبقى فيه جفاف وكل اللى عليك تعمله انك تبنى سد عالى
نصيحة لو حاسس انك معندكش افكار او ان موهبتك جالها جفاف اجرى على اول مستشفى مواهب و ركب محلول
لا بجد حاول تقرا اول حاجة كتبتها و فر فى الورق من تانى هتجيلك الفكرة غصبن عنها و خدها منى نصيحة مع انى مش قد كده بس زى ما بيقولو يوضع سره فى اهيس خلقه
*anonimous
شكرا على الزيارة و الحمد لله الأزمة عدت و أنا دلوقتي أحسن .. بس سؤال صغير محيرني .. ألاقيها فين مستشفيات المواهب دي .. أعملي زرع موهبة كده ولا حاجة :)
بص يا سيدى انت شفت استعراض الليلة الكبيرة اكيد وانت صغير و اكيد كنت بتحب تتفرج ع الاراجوز و تفطس على نفسك م الضحك و انت شايف العمدة بيسمع كلامه و هو اصلا بيضحك عليه اللى انا بقوله بقى نفذ وصفة الاراجوز هتلاقى نفسك فى مستشفى المواهب اللى انت عايزها
اما بالنسبة للموهبة اللى انت عايز تزرعها فيه محل مواهب على اول الطريق ممكن تشترى واحدة و تحطها فى الشمس الغير مباشرة و اسقيها من تهييساتك هتتطلع و هتطرح احسن م اللى فى المستشفى
Post a Comment