عيــدكم سعيــــــــــد

Sunday, December 7, 2008

1 فضفضوا معايا  


وددت أن أكون أول المهنئين
كل أضحى و أنتم بخـــير

أعرف أنه سيزورني

Tuesday, October 14, 2008

2 فضفضوا معايا  

أحبه بشدة و أفتقده حينما يطول غيابه .. لست أدري كيف أزوره لكنه حتما يعرف كيف يزورني .. نعم يعرف ، يعرف متى يأتي ليعيدني طفلا بعقل طفل .. و أحلام طفل .. و ابتسامة طفل ، لا يستطيع أن يفعل كثيرا مما أستطيع أنا .. و لكن له عالما اخر ، عالم براق تلتمع فيه الاضواء فتجذبني .. أحبو اليها و أحيانا أخرى أمشي تتعثر خطواتي .. ختى أصل للنجمة التي تشع ضوءا دافئا حنونا .. أمد قامتي أحاول الوصول اليها .. ألمسها فيسطع ضوؤها .. ثم تختفي حدته .. أتبين في قلق الكون حولي .. فأجد ألوانا اعتدتها ، و أشياء اعرفها .. أدرك أنني عدت .. و أنني لم أمسك النجمة .. و لكن شعورا ما بداخلي لازال متفجرا .. يبعثني على البسمة ،و يحيي في الامل .. و يريني الكون بألوان أخرى غير الرمادي الذي اعتدت عليه .. لست أعرف كيف ازوره أو ءأتي به .. لكني أعرف انه يزورني كثيرا .. يزورني وحيدا أو بين شمل .. يزورني فاسرح بخيالي و ابتسم .. يقولون ان ذهني قد شرد ، و أقول انها اللحظات القليلة التي يعود فيها من شروده الطويل .. تسبقني عيناي تلهو في رياض خضراء كل ما تتمناه تجده .. لمكان ما أجد فيه نفسي كما أردتها لا كما اصبحت .. لسماء أحلق فيها بجناحين ، لعالم من خيال و لكنه أجمل ألف مرة ، و لكنه ضيف لا يبقى كثيرا .. لحظات قصار هي التي ياخذ فيها بيدي بعيدا .. و لكنها عندي الحياة .. كيف لا و أنا أحيا على فرحتي أن زارني و على أملي أن يزورني .. يظل الامل يبقيني صامدا في وجه الحقيقة بسيلها الذي يمزقني في جريانه ، يطول الامد فيقل الامل .. و تبهت أبتسامتي و يخبو بريق عيني .. حتى اذا كدت أيئس يأتي ... حاولت دوما أن ألومه على غيابه الطويل .. و لكني ما ان أراه حتى أجدني قد مددت اليه يدي .. يأخذني هناك .. أنظر اليه بعين ملؤها الشكر و الحب .. يراني و يلمح في بهوت ابتسامتي ضعفا و خوفا .. يضمني فأولد من جديد و ينبض قلبي نبض الحياة ، لا نبض الموت الذي كان يفعل .. لا أجد ألما ولا خوفا ولا حزنا .. يأخذني و يجلسني على عشب أخضر و يقف يراقبني .. أنظر اليه من حبن لأخر أتابعه كي أطمئن أنه باق معي ، ثم يلمع شيء من بعيد .. أحبو اليه .. أمد قامتي .. ألمسه ، يزداد ضوئه فأغلق عيني ثم أعود فأفتحهما مجرد أن يخبو الضوء قليلا ، ألتفت خلفي الى حيث تركته فلا أجده ، أتلفت حولي ، تلمح عيناي كونا تعرفه في ألوان أخرى ... أدرك أنه كان يزورني .. و انه لا زال هناك يرعاني ... ذلك هو الطفل بداخلي

أحلامي و أنا

Thursday, April 10, 2008

4 فضفضوا معايا  

جميلة هي الطفولة ، أنا لا أذكرني طفلا .. و لكني أذكر أحلام الطفل الذي كنته .. هذا الطفل الحالم ، هذا الطفل نسيت الكثير عنه لأنني لم اعده .. و لكني لا زلت أذكر معظم أحلامه .. لأنها لا زالت ذات الأحلام .. و كأنها نمت كما نما هذا الطفل ليضحي شابا .. و كأنها أقسمت أن تلازمني حتى أشيب ، ترسم بسمتي أملا في الغد إذا قسا علي يومي .. و تربت على كتفي في هدوء ، و تضمني بقوة فتذهب عني الخوف الذي يتملكني و قد أخذت عاصفة الحياة تزلزلني و تحاول اقتحام كياني .. هذا الكيان الذي نما و لكنه لا يزال بأحلام طفل بعضها تحقق و الآخر لا يزال مجرد حلم .. بعضها لا أكاد اذكره ،بعضها أذكره فأضحك .. و بعضها أذكره فيتملكني حزن عاصف لأنه لم يبقى بل تحطمت أمواجه التي طالما حملت سفينتي على صخور الواقع الذي لا ندركه حتى يقع .. و بعضها نما معي فتغير و اكتسى بثياب من مراهقة ثم نضج .. الا أن بعضها ظل كما هو طفل لا آبه له عادة .. لكنه في أحيان كثيرة يتملكني فأعود طفلا و أنسى ما أنا عليه الآن ..و بعضها ولد من نضجي ليلهو بخيالي بين أحلام الطفولة ، أما أحلاها فهي تلك التي أحيا بها و هي لم تتحقق بعد .. تلك الأحلام الجميلة .. قد تكون أقلها عددا .. و أكثرها غيابا عني بين معمعة الحياة .. لكنها تسكنني أكثر ممن سواها ، هي ترسمني و تلونني بلونها ، هي تأخذ بيديّ نحو الغد أملا أنا تتحقق ، هي تبقيني بابتسامتي اليوم على أمل أنني ان لقيتها غدا لقيتها باشا لها .. هذه الأحلام التي أحبها ، بل إنها على قلتها أحبها إلي .. و أكثر ما أنتظر تحقيقه من أحلامي
بعضها عرفته صدفة ، و البعض الآخر عرفته بعد بحث طويل عنه بداخلي .. و لكن بعضها لا أعرفه ، أدرك أنه موجود و لكني لا أعرف ما هو ، و لكن شيئا ما في أقوالي ، و أفعالي .. و نضالي كي أبقى على نحو حاولت التغير عنه يجعلني أدرك وجوده .. كالفضاء البعيد السرمدي ، لست أدرك ماهيته .. و لكني أؤمن بوجوده ، قد اعرف يوما ما هو و قد اصل اليه و أتحقق منه .. و قد لا أعرف عنه شيئا سوى أنه هناك بداخلي خلف أستار نفسي الكتومة موجود .. تماما كما أؤمن بالفضاء الذي لا أراه .. ولا أعرفه ، ولا أدرك حتى إن كنت سأصل اليه ان عرفته يوما ما .. و منها مالا أدرك وجوده و قد لا أدركه ابدا
بعضها اتمنى لو يتحقق الآن ، و بعضها أدعو ألا يتحقق الآن فلا تراني و أنا على تلك الحال .. أما بعضها فقد جعلته أحلاما مؤجلة .. و هي تلك التي أدرك صعوبة تحققها الآن ، أو في القريب .. أحلمها نعم و أعيش بها في لحظات أختطفها مسرعة في تلك الفراغات بين عربات قطار حياتي و واقعي .. أما عن تحقيقها فقد أضحيت أتمناه ولا أنتظره .. لست اعجل بتحققها فمتى تحققت كنت اسعد الناس بها ، ولكني في انتظارها لست أقاسي فيكفيني منها الحلم ولست أجدني حزينا إذا أحسست أنها لن تتحقق أبدا ... أما بعض أحلامي فأقاسي كثيرا في انتظار تحققها ، و قد حاولت مرارا أن أجعلها مؤجلة و لكني لم استطع .. أجدني أشتاق إليها و أستعجل حدوثها .. أحاول أن أهرب فأجدني أهرب منها إليها ، و كيف لا و تلك الأحلام أنتظرها بلهفة ، و كيف لا و إنتظاري لها حلم يتحقق في كل لحظة فيبقيني محبا للحياة أستعجل هذا الغد عله يكون موعدي .. حلم واحد منهم أعرفه جيدا و أحياه و أعرف لذته قبل أن اذوقه أو ألقاه ، و لكني أعرف انه إذا ما تحقق فإن الواقع سيكون أروع ألف مرة من خيالاتي ، سيكون قصورا من حقيقة لا من سراب ، و كيف بالحقيقة إذا كان السراب كهذا الذي أعرفه .. حاولت أن أتركه فلم أستطع ، أن أؤجله فلم افلح ، حتى و قد أقنعت نفسي أني إذا أجلته حفظته من جرح محتمل كأحلام لي سبقته .. فأقتنع ، و لكن سرعان ما أجدني أطير ببساط أحلامي إلى الميعاد الذي أجلته إليه و أبحث بعيون ملؤها الشوق عنه إن كان تحقق .. تلك هي أحلامي .. ذلك هو أنا

ليس أقسى منه شيء

Wednesday, April 2, 2008

4 فضفضوا معايا  

أقسى من اي شيء أن تجد نفسك قد أخطأت دون أن تقصد ، بل و ربما كان قصدك منه خيرا ، فأثمر خطأك جرحا في قلب من تحب و تبذل كل جهدك لكي تبقي على وجوههم تلك البسمة التي تعشقها ، تلك البسمة التي تراها في أحلك الأوقات فتبتسم و تشعر أن الدنيا كلها باسمة ، لا أجد أقسى من أت تكون أنت عن غير عمد الذي تحول هذه البسمة لحزن و ذلك البريق في العينين الذي كنت تستمد منه العزيمة سابقا الى بريق لدموع احتبست في عيني أحبائك ، فلا أنت بحماقتك ابقيتهم سعداء .. ولا دموعهم سالت فتمسحها عن وجوههم ، ولا طاقة لك أن تواسيهم و أنت الذي كنت سببا في دموعهم .. أقسى من أي شيء
أقسى من اي شيء أن أجدني أنا الذي جرحت ، و ان لم أكن اقصد .. ما يجدي؟؟! لا يجدي شيئا الآن و أنا أحس بحزنكم يقتلني أنا ، و أقسم أود لو يقتلني أنا و يخلي سبيلكم .. فبسمتكم هي التي تعينني على الحياه ، بسمتكم هي التي أخذت بيدي طفلا .. و عاصرتني فتى ، و علمتني كيف أغدو رجلا .. و من علمني حرفا صرت له عبدا ، و أنا أفتدي تلك البسمة التي علمتني الكثير في حياتي
نعم أفتديها ، أدرك انها أحيانا ما رحلت عن وجهكم ، و لكني كنت أفعل كل ما في وسعي لأعيدها لو كانت تعود ، و لكن هل أجرؤ و أعيدها و أنا الذي كنت السبب ، و ان جرؤت هل تعود ، و ان عادت هل تصفح ، و ان صفحت أليس يبقى في القلب ندبة قد تؤلم ، و ان لم تؤلم فهي لا تزال هناك ، ترونها فتذكرون جرحي اياكم ، و أراها فأتذكر كم كنت عن غير عمد أقسى من اي شيء
اليكم يا من لم أتعمد أن أجرحكم ، اليكم اعتذاري و أنا أعرف أنه لا يجدي ، و اليكم أقول أنني لم اقصد و أنا أعرف أنكم تدركونه و لكنه لم يمنع دموعكم ، اليكم أكتب اذ تدركون أن لساني عاجز ، و لا شيء أقسى من فارس بلا جواد ، و قلب بلا لسان ينطق بما فيه
إليك يا الله.. يا أرحم من عرفت ، يا ربي لا اسئلك أن تزيل كل همومي و ان كنت أعرف أنك كريم تجيب أكثر مما سئلت ، و لكن اسئلك أن تعيد تلك البسمة ، فأنت يا الله من تحاسبنا بالنوايا .. اللهم انت الذي تعرف المذنب و تستره و تغفر له ، يا من تنصر المظلوم ولا تخذله .. انصرني و قد اذنبت مظلوما فأحزنتهم عن غير عمد مني .. فاني وقد وجدت أنه لا شيء أقسى مني ، لم أجد أرحم منك بي

من جمال الأبوة الى وقاحة التكاسل

Saturday, March 22, 2008

8 فضفضوا معايا  

استقليت ذاك التاكسي و بينما أجلس في المقعد الخلفي سمعت حوارا دار بين السائق و الرجل بجواره ، كلاهما شاب في مقتبل حياته ، و لست أدري كيف كان الحديث قبل أن أنتبه له و لكن ذات فجأة سمعت السائق يقول للرجل :عقبالك كده أما تتجوز
فيجيبه الآخر و هو يبتسم : ما أنا متجوز و عندي مالك
- مالك اسم جميل ربنا يخليهالك
- ده اسم ولد
- آه صحيح ، البنت يبقى اسمها ملك
-تمام كده
- ما أنا برضه عندي مريم
لن اطيل في سرد الحوار و الذي دار بعد ذلك حول عمر كلا من الطفلين و حول سبب إعطاء مريم اسمها الجميل و مثلها من الأشياء و لكن ما جعلني أبتسم حينئذ هو فرحة كل من الشابين و هو يتحدث و قد تملكته غريزة اب جميلة ، تلك الغريزة التي تجعلنا ننظر لأطفالنا و ندرك انها أنهم أفضل ما صنعنا في حياتنا ، نظر اليهم و قد أدركنا عظمة هذه الغريزة التي تنمو بداخلنا يوما بيوم حتى نهب الحياة لأبنائنا فنجدها كأبلغ ما يكون ، فلا أحد علم الطير كيف يحلق عاليا ، ولا أحد علم الحيتان أن تلهو في الأعماق ، ولا أحد علم الأب أن يحب أبناءه و يفرح بهم و يسعد لرؤياهم ، و كأن أجمل ما في الدنيا هو أن تحمل طفلك بين ذراعيك تداعبه و هو يضحك في براءة ، فإذا بضحكات هذا الصغير بنقائها و صفائها و خلوها مما علمتنا الدنيا نحن الكبار ، و كأن ضحكاته أنامل من ذهب تعزف على أوتار قلوبنا ، و كذلك الأمومة فإذا كان ذا حال الأب و قد فطر الرجل على الجدية و القوة فكيف حال الأم التي فطرت من ضعف و حنان ، فالأم تحنو إذا قست الأيام و الأم ولدت أما و ترعرعت أما و انتظرت طوال عمرها أن تصبح أما .. أفكار كثيرة تداعيت على ذهني و انا أفكر فيما سمعت و أبتسم ، اللهم انك أودعت بداخلي ابا فلا تسلمه الى وحدة ، اللهم كما دعاك زكريا فاستجبت و كما سألت فأعطيت .. أاللهم هب لي من لدنك الذرية الصالحة
يزيل بسمتي حزن على ما وصلنا اليه ، اذ حدث أنه بعد بضعة دقائق أن امراة تعبر بين نهري الطريق و قد وضع بينهما سور ، و رغم كبر سنها الذي لا بد منطقيا أن يرتبط بنضج فكري و رغم حجابها و تلك العباءة السوداء وجدتها ترفع قدما فتتخطى بها الحاجز ثم الأخرى كذلك و فيما بنهما قد انحسرت عبائتها و الحمد لله إذ سترها بنطال ارتدته تحته ، فآلمني أن سيدة كهذه تفعل مثل هذا التصرف و ما كان يضيرها شيئا لو انتظرت على نفس الجانب حتى ينتهي السور الحديدي ، شد ما آلمني انه ما ان تقدمت السيارة قليلا حتى اكتشفت أن نهاية السور ليست ببعيدة و انما هي على بعد بضعة أمتار تعد على أصابع اليد الواحدة ، فعجبي علينا أصبحنا صغارا و كبارا لا نعي ما نفعل و كأننا فقدنا عقولنا و أسفي على زمن فقدنا فيه التعقل فاضحينا كالمجانين و الحياء فأصبحنا وقحين و قيمنا فلم نعد نحن

أم لم تكن أبدا كما ظننتها؟؟

Wednesday, March 12, 2008

12 فضفضوا معايا  

لأني اخترت أن أكتب هنا لأبوح .. فبدلا من أن أكتم بنفسي و أتالم ، قررت سبقا أن آتي هنا من حين لآخر لأهون على نفسي .. و أزيل عنها بعض أحزانها .. و كان وراءي اليوم ألم يعتصرني و يدفعني دفعا أن آتي و أتحدث ، ربما يعينني هذا على تخطي الأمر .. و ربما كان هدفي هو أن أجد أحدا يرد علي فيقول ان شعوري خاطيء و ربما لم يكن شيئا من هذا .. لست أعرف ما الذي أنتظره من وراء بوحي بما يعتمل بداخلي ، بل ربما لست أدري ما الذي دفعني لأبوح ، و لكن ها أنا ذا .. سألت نفسي سؤالا و عجزت عن الجواب .. سألتها ان كنت لا أستحق أن أكتب ، فلم تلق الي بالا و تركتني كما كنت في حيرة .. أدرك أنها مثلي قد فقدت الثقة فيها ، و لكني اعتدت منها أن تضحي في كل مرة .. فتخبرني بأني أستحق أن أمسك قلمي ، و أن أطلق لكلماتي العنان فتحملني على بساط أفكاري الى عوالم سمعت بها ، و ربما لم اسمع .. الى دنيا من صنعي أجد فيها ما ابحث عنه ، حتى اذا هبط بي بساط أفكاري في عالمي الذي أحيا به ، زالت عني تلك السعادة التي كانت تغمر قلبي بينما كنت أكتب لأجد نفسي بين تساؤلاتي هل كان ما كتبت جديرا باسعادي مثل هذه السعادة ، و لكني لم أشغل بالي أبدا بالرد على هذا السؤال .. كنت ان لم آخذ بساطي أتذكر ما كتبت قبلا ، و أزور قصاصات ورق كنت قد أسكنتها أجزاءا مني من قبل ، أقرأ فيها ، أتنقل ما بين سطور شعر كنت أكتبه ، و لست أدري ان كانت سعادتي به حينئذ لأنه يستحق ، أم أنني أراه جميلا لأني على سوءه لم أعد استطع أن أكتب مثله و قد خاصمني قلمي و هجرتني كلماتي ،كنت أهرب من الإجابة ، و لست أدري حتى الآن ان كان كل ما كتبت ، أو كل ما أكتب استحق أن يرى النور و أن يخطه قلم ، أم أنني أحد هؤلاء الذين يغالبون الكلم فلا يظفرون منه الا بالهزيمة .. ليس الأمر مقصورا على الكلمات بل كذلك كل شيء في ، أسائل نفسي الآن إن كان فيّ أي شيء جميل ، أم أنه زيف ، هل أنا حقا كما حسبت نفسي دائما ، أم قد بلغت من السوء حدا يصعب علي فيه أن أعترف بأخطائي ، فاذا اعترفت بها حينئذ لم يبق مني شيء .. هل أنا حقا موهوب كما ظننت أم أنني من مدعي الموهبة ، أم هل كانت موهبة و اندثرت فعلي أن أحفظ سيرتها ، و لا أشوه كلما عظيما نسجه نولي بقصائد واهية و كلام أحمق متنمق ،أحيانا أقول لنفسي أنني حقا موهوب ، و انني إن استمررت في المحاولة فلربما أعود كما كنت أكتب مسترسلا تتسابق الكلمات تخطب ود أفكاري و تهرول أفكاري تقطف ورودا من بساتين الكلم لترسم لوحة في بيت أو همسة من قلبي أسكنتها وريقة ، و لكن تسألني نفسي ان كنت في الأساس موهوبا ، و ان كان ما كتبته قبلا هو كما آمنت حينها ، أم إن كل ما خط قلمي مجرد أوهام ، أعود لحيرتي ،أمسك قلمي محاولا أن أثبت أنني كما آمنت دوما ، فحينا تمتنع الكلمات و تتناثر الأفكار بين رياح شكوكي ، و حينا تاتيني بضع كلمات قد كان بيني و بينها عهود و مواثق ، فاسطرها حينا كما اعتدت و حينا أسكنها في منزل صغير بعد أن كنت أسكنها السحاب على ما آمنت حينها .. فتأبى و تمتنع .. تفر كلماتي كما تفر الآن و لا يبقى لي الا سؤالي الذي أحيا هاربا منه ، أكانت نفسي يوما أم لم تكن أبدا كما ظننتها

بلا عنوان

Friday, February 29, 2008

7 فضفضوا معايا  

بلا عنوان أكتب ، اذ لست أدري ماذا أكتب ، و لكن أشعر أنني أريد أن أملا بالكلمات أي فراغ .. مجنون الكلمة أنا ، أحيانا أسير في الطرقات فأملي على نفسي الكلام ، كم أود حينها لو أكتبها أو أدونها ،أحيانا أخرى تتناثر أبيات شعر من بين شفتي ، أود لو أكتبها فيراها غيري و يراني من خلالها فتبقى اذا انتهيت و لا يصيبها حظي من الضياع .. و لكني ما ان أن أجلس لأكتب حتى تعجز الكلمات و تتمنع ، و كأنها تأبى الا أن تكون لي وحدي ..أحيانا أمل مداعباتها ، و أحيانا أستزيد ، اشتاق لها ، اشتاق لرؤيتي لها تتساقط واحدة تلو الأخرى ، لتغادر أغصان افكاري و ترسم لوحة أبتسم حينما أراها .. ربما لا يراها البعض جميلة و لكنها عندي الأجمل .. فهي فهمتني .. أنا لم أنتقها من بين أخواتها ، بل جاءت هي الي في دلال ، تملأ فراغا و ترسم بسمتي اذ أشعر بأنني أملكها ،و ان كانت في الحقيقة تملكني ، فأنا دوما اسعى اليها ، ما ان يهدأ عقلي و أجدني أفكر في لا شيء حتى تؤنسني و تأتيني فتملأ علي فكري .. كلماتي هي و أحرفي ، قد تشابه بعض كلماتكم و حروفكم ، لكنها تختلف ، أراني فيها ، و ان أطاعتني و اباحت لي أن أكتبها أراني أنظر اليها كطفلي الصغير ، فأنا أوجدتها .. و هي في ذات الوقت أوجدتني ..فكل حرف أكتبه تجربة و حكاية .. و كل سطر بدأته أنهته كلمة لم أخترها ، بل اختارت هي أن تكون هنا و كأن الجمل عناق لنا .. تتقارب فيها أفكاري و أحرفها .. لتخلد في تاريخي و لتصنع تاريخي و لتجعل تاريخي كلمات لا أكتبها بل تكتبني