أحلامي و أنا

Thursday, April 10, 2008

 

جميلة هي الطفولة ، أنا لا أذكرني طفلا .. و لكني أذكر أحلام الطفل الذي كنته .. هذا الطفل الحالم ، هذا الطفل نسيت الكثير عنه لأنني لم اعده .. و لكني لا زلت أذكر معظم أحلامه .. لأنها لا زالت ذات الأحلام .. و كأنها نمت كما نما هذا الطفل ليضحي شابا .. و كأنها أقسمت أن تلازمني حتى أشيب ، ترسم بسمتي أملا في الغد إذا قسا علي يومي .. و تربت على كتفي في هدوء ، و تضمني بقوة فتذهب عني الخوف الذي يتملكني و قد أخذت عاصفة الحياة تزلزلني و تحاول اقتحام كياني .. هذا الكيان الذي نما و لكنه لا يزال بأحلام طفل بعضها تحقق و الآخر لا يزال مجرد حلم .. بعضها لا أكاد اذكره ،بعضها أذكره فأضحك .. و بعضها أذكره فيتملكني حزن عاصف لأنه لم يبقى بل تحطمت أمواجه التي طالما حملت سفينتي على صخور الواقع الذي لا ندركه حتى يقع .. و بعضها نما معي فتغير و اكتسى بثياب من مراهقة ثم نضج .. الا أن بعضها ظل كما هو طفل لا آبه له عادة .. لكنه في أحيان كثيرة يتملكني فأعود طفلا و أنسى ما أنا عليه الآن ..و بعضها ولد من نضجي ليلهو بخيالي بين أحلام الطفولة ، أما أحلاها فهي تلك التي أحيا بها و هي لم تتحقق بعد .. تلك الأحلام الجميلة .. قد تكون أقلها عددا .. و أكثرها غيابا عني بين معمعة الحياة .. لكنها تسكنني أكثر ممن سواها ، هي ترسمني و تلونني بلونها ، هي تأخذ بيديّ نحو الغد أملا أنا تتحقق ، هي تبقيني بابتسامتي اليوم على أمل أنني ان لقيتها غدا لقيتها باشا لها .. هذه الأحلام التي أحبها ، بل إنها على قلتها أحبها إلي .. و أكثر ما أنتظر تحقيقه من أحلامي
بعضها عرفته صدفة ، و البعض الآخر عرفته بعد بحث طويل عنه بداخلي .. و لكن بعضها لا أعرفه ، أدرك أنه موجود و لكني لا أعرف ما هو ، و لكن شيئا ما في أقوالي ، و أفعالي .. و نضالي كي أبقى على نحو حاولت التغير عنه يجعلني أدرك وجوده .. كالفضاء البعيد السرمدي ، لست أدرك ماهيته .. و لكني أؤمن بوجوده ، قد اعرف يوما ما هو و قد اصل اليه و أتحقق منه .. و قد لا أعرف عنه شيئا سوى أنه هناك بداخلي خلف أستار نفسي الكتومة موجود .. تماما كما أؤمن بالفضاء الذي لا أراه .. ولا أعرفه ، ولا أدرك حتى إن كنت سأصل اليه ان عرفته يوما ما .. و منها مالا أدرك وجوده و قد لا أدركه ابدا
بعضها اتمنى لو يتحقق الآن ، و بعضها أدعو ألا يتحقق الآن فلا تراني و أنا على تلك الحال .. أما بعضها فقد جعلته أحلاما مؤجلة .. و هي تلك التي أدرك صعوبة تحققها الآن ، أو في القريب .. أحلمها نعم و أعيش بها في لحظات أختطفها مسرعة في تلك الفراغات بين عربات قطار حياتي و واقعي .. أما عن تحقيقها فقد أضحيت أتمناه ولا أنتظره .. لست اعجل بتحققها فمتى تحققت كنت اسعد الناس بها ، ولكني في انتظارها لست أقاسي فيكفيني منها الحلم ولست أجدني حزينا إذا أحسست أنها لن تتحقق أبدا ... أما بعض أحلامي فأقاسي كثيرا في انتظار تحققها ، و قد حاولت مرارا أن أجعلها مؤجلة و لكني لم استطع .. أجدني أشتاق إليها و أستعجل حدوثها .. أحاول أن أهرب فأجدني أهرب منها إليها ، و كيف لا و تلك الأحلام أنتظرها بلهفة ، و كيف لا و إنتظاري لها حلم يتحقق في كل لحظة فيبقيني محبا للحياة أستعجل هذا الغد عله يكون موعدي .. حلم واحد منهم أعرفه جيدا و أحياه و أعرف لذته قبل أن اذوقه أو ألقاه ، و لكني أعرف انه إذا ما تحقق فإن الواقع سيكون أروع ألف مرة من خيالاتي ، سيكون قصورا من حقيقة لا من سراب ، و كيف بالحقيقة إذا كان السراب كهذا الذي أعرفه .. حاولت أن أتركه فلم أستطع ، أن أؤجله فلم افلح ، حتى و قد أقنعت نفسي أني إذا أجلته حفظته من جرح محتمل كأحلام لي سبقته .. فأقتنع ، و لكن سرعان ما أجدني أطير ببساط أحلامي إلى الميعاد الذي أجلته إليه و أبحث بعيون ملؤها الشوق عنه إن كان تحقق .. تلك هي أحلامي .. ذلك هو أنا

4 فضفضوا معايا:

Khadieja Eshra said...

سكوبل: بصراحة كل مرة بتبهرنى باسلوبك و طريقة تفكيرك اكتر م الاول تحياتى الكتيييييييييير و كمل المشوار

Khadieja Eshra said...

بالنسبة للاحلام عايزة اقولك كلنا هذا الرجل لان كل انسان بيبقى عنده احلام بيحاول يحققها طول عمرهو حاجات عمره ما حلم بيها بتتحقق و بتنجح نجاح هو مكانش متوقعه

حاسوباتيه said...

بوست رائع رائع كالعاده بحب جدا اقرا كلماتك بتكون معبره قوي بالتوفيق

Anonymous said...

يا حبيبي يا رايق

بعيدًا عن رأيي في البوست، مش ناوي تنور تهييسة بطلعتك البهية و تكمل بقية الذهب الأحمر

أبوس ... إيدك